الجمعة، 27 يناير 2012

مُفْتَرَقْ الطّرُقْ ..!



سُعَآدْ :

::

الحياة رحلة إلى المجهول ..
حيث نسافر وننطلق نحو الأمام تاركين آثار أخطائنا في الخلف يجرّها أذيال الندم ..!
رحلة مزدحمة الأحداث .. متجددة المصاعب .. التي يصنعها الإنسان وينسبها إلى القدر ..!
لا يخلو يوماً من المغامرة إلى أعماق النفس ...
وفي  كل يومٍ نعيشه..
 نصطدم في صراع ٍ مع أحد المشاعر الشرسة التي لم يتم ترويضها ...
لأنها غير قابلة للترويض ..!
لذلك نخرج من العراك دائماً بدماء تلطخ نقاء القلب وجروح تنقش على جدرانه ..!

::

بالأمس .. تذكرت إحدى معاركي الحامية ضد النّدم ..!
معركة انتصر فيها النّدم ليسيطر على تفاصيل حياتي .. ويحدد محتوياته ..!
معركة .. اشتعلت بفعل أوهام ٍ خلقتها المشاعر في إطار الواقع ..
صدّقه القلب ... وانقادت الأحاسيس لتلك الأوهام..
 محاولة ً بلا وعي الإمساك بطرف ظلالها ..!
اختلطت الهواجس والخواطر وتشابكت في صراع ٍ مع العقل..!
 استسلمت فيه الأفكار وأثارت في النفس جوًّا ترابي ٍ مغبر ..!
حجب عن قلبي الرؤية  فحين وصلت إلى مفترق الطرق..
سلكت السبيل الذي يشير لوحته  نحو الهلاك ..!

::

أمرُ يثير الضحك ..!
حينما يخالف العاطفة سير عقليتك ..!
ونادرا ً ما يتوافقان .. ويسلكان الدرب ذاته ..
والزعيم من استطاع أن يجمعهم في طريق ٍ واحد ..!
ولكن هذا هو قانون الحياة ..
اذا كانت عاطفتك أقوى من عقليتك فستترجمها بجوارحك ..!
وان كان العكس .. أيضا ً تصيغها جوارحك بأفعالك ..
مفترق الطرق في هذه الحياة ..
يحمل لوحتان أحدهما يشير إلى العاطفة وأخر إلى العقلية ..
فإن أجبت نداء قلبك ..
فسوف تقضي ما تبقى من عمرك تحت وطأة النّدم ..!
مقيّدا ً بأغلاله في سجون القهر المظلمة ..
تطل قضبانها على مناظر مأساوية تعرض شواطئ اليأس المقفرة ..
وألواح خشبية مبعثرة .. لقوارب ضعيفة مصنوعة من الأمل ...
كانت تهدف إلى الوصول إلى سواحل النسيان ..!
ولكن الأمواج الثائرة لم ترحمها فكان مصير القوارب كما ترى ..!
فأفضل عدم ذكر مصير راكبيه ..!


::

أما إذا سلكت الطريق الذي اختاره عقلك ..
فسوف تجبر أن تدوس على قلبك ..
وتطعنه بسيفك في كل يوم .. !
في بداية يومك ..
قد تشارك الشمس إشراقها وتبادل الأزهار تفتحها ..
ولكن ما أن يغيب الشمس تغيب معها ابتسامتك المزيّفة ..
التي كنت تحاول بها الظهور بمظهر القوي ّ الخالي من التحدّيات النفسية ...  !
و  ما أن يسدل الليل ستائره .. تذبل ورودك .. وتجف غصونها وتتساقط أوراقها ..
وأنت غارق في أحضان دمعاتك المالحة تسقيها استعداداً لليوم التالي ..!
تعيش لحظاتك بسعادة وفي داخلك ثورات شرسة لا تستطيع إخمادها ..!
تنتظر نهاية اليوم حتى تخلع قناع التفاؤل الذي كنت تخفي به ملامح الهم ..
تعابير لم يرى مخلوق ألوانها المعتمة ..
سوى الليل الذي أصبح ظلامه يشعل شموع  قلبك ..!
ووحشته تؤنسك من خلال مناجاتك لبريق النجوم ...
الذي يبعث في نفسك ذبذبات الأمل التي تشع تارة وتخبو تارة أخرى !
وهدوءه يفجر في داخلك صيحات الألم وصرخات الوجع التي أسرتها بالكبت طوال اليوم ...!
وحتى تطفئ شرارة حروبك الباردة ...
يجب أن يغطيها غبار الزمن ليدفنها تحت أعماقك ..!
ولكن فرصة إحيائها ليست ضعيفة كما حصل لي ..
تصيبها العواصف لتكشف صندوق ذكرياتك وتعرض ما فيها ..!

::

و مما يثير للشفقة .. بأنه مهما كان اختيارك ...
فإن قلبك هو الضحيّة ...!
أعتقد بأنني عرفت سبب مرافقة الأحزان لنا ..
 أظن إننا أصبحنا نألفها أكثر من السعادة ...
وباتت السعادة غريبة وثقيلة على نفوسنا ..!
عجيب ُ أمرك أيها الإنسان ..!
::
سؤال : أي الطرق تسلك الآن ..؟!



فَآطِمَـةْ :


.... افضـــــــل الجلوس هنـــــــــاك ....

فلسفتك اثارت فيني المزيد من الأعجاب بشخصك...والمزيد من التساؤلات  هي ذاتها التي تجوب في ذهنك؟؟
مفترق الطرق ليس بغريب علي...لأنني سلكت الطريقين وكنت اعود خائفه في كل مره...؟؟ عندما اخترت العقل...
خطوت خطواتي بجرئه مصطنعه الى منتصف ذالك الطريق...لكنني عدت ادراجي خائفه؟؟؟ايعقل ان ادوس على قلبي كما ذكرت  وان اعتمد على العقل في جميع جوانب حياتي...هذا لايعقل...فالأنسان تركيبه من العواطف وإن لغاها لغى قلبه وكيانه؟؟؟كنت ارى السواد والظلمه يجولان امامي في ذالك الطريق...كنت ارى الهم والضيق...فما نوع تلك الحياة التي سأعيشها بدون قلب...لاشك بأن اولها ظلام ومنتصفها ظلام واخرها ايضاً ظلام لايحتمل...!!
؟؟؟
مددت قدمي لتغرق في بركه من الدم كانت اول طريق "القلب"...
نظرت امامي وإذا بالطريق مليئ بتلك البقع من الدم ومنها الكبيرة والصغيره وهي تمتد للانهاية؟؟؟ عانقت اطرافي الرجفه متسائلاً دماء من تكون هذه؟؟؟اهي دماء من سبقوني الى هذا الطريق القاتل؟؟يقتل كل ماتحمله بقلبك من مشاعر واحاسيس الى ان يصل الى قلبك فيقضي عليه؟؟؟
؟؟؟
فعدت ادراجي فوراً لمفترق الطرق...اوخذت افكر وبالطريقين احدق؟؟؟
جلست كما جلستي وقد غمرني القلق...واحاطت بي الشكوك وكدت اختنق؟؟؟
الى ان سألتني ذالك السؤال...؟؟
أي الطريقين سأسلك الآن؟؟؟
عزيزتي ليس هنالك من جديد...فهذا هو السؤال الذي كنت ابحث عن اجابته طوال فترة تربعي هناك؟؟
وكذالك كنت  تفعلين؟؟
بالنسبة لي فأنا افضل الجلوس هناك...افضل البقاء معك هناك...؟؟
فقط لنمسك بيد بعضنا البعض ولننتظر تلك الأجابه من السماء؟؟؟
ولنغني الحان السعاده بالرغم من كل تلك الأحزان...لنحطم معا قيود الكتمان...ولنفتح الباب للنسيان...فهو السبيل الوحيد ان اردنا العيش بسعاده وامان...؟؟؟
صدقيني...لاشيئ يريح قلبي غير النسيان؟
وارجوا ان يريح قلبك ايضا...؟
دعينا نبحث يمينا ويسارا....ربما يكون هنالك طريق ثالث تشير لوحته الى مانريد؟؟
ربما خلف تلك الشجره هناك...ربما لايمكننا رؤيته بسبب تلك الاحزان التي اعمت اعينناااا؟؟؟ربما يكون من الافضل ان نعود ادراجنا من ذالك الطريق الذي اتينا منه في بداية الامر....؟؟
اترين...كم هائل من الأسئله...؟؟؟ولكن بدون اجابات؟؟
صدقيني سنجلس هنالك للأبد...الأمر مناسب لي...فقد اعتدت على ذالك...واعتدت على الألم الصادر منه...لكن هنالك شيئ واحد جديد وهو وجود احدهم بجانبي...!!!
عزيزتــــــــــــــــي
لقد اتخذت قرارا منذ سنين ان لا أتزحزح من مكاااني وان لا اقف مجددا لأختار طريقا لأسلكه مره اخرى...فذالك اصبح بالنسبه لي مجرد  ذكرى....؟؟ فأن صدافك ذالك المفترق مره اخرى...حاولي ان تعتدلي في امرك...حيث تختارين القليل من فلسفت كل طريق...اختاري ما يريح ذهنك ويزيح الهم عنك...فلا مزيد من العقلانيه المفرطه ولا مزيد من العاطفه التي تتعدى الحدود...لقد جلست هناك في المنتصف فهل توافقين على عمل الشيئ نفسه؟؟؟
ملاحظة: في انتظار جواب صريـــــح؟

::


: سُعَآدْ

بالتأكيد ..
أفضل التّربع هنـــــــــــــــــاكـ ..!
بعد تفكير ٍ ليس بقصير تيقنت بأنه الحل الوحيد ..!
"وأنا أتساءل من هذا الغريب الذي جلس بجانبي ..!" هههه ..
جمعنا القدر في لعبة كنا نحمل الورقة الرابحة ..!
والتقت طرقنا .. عند المفترق ..!
نفس المفترق الذي تربعت عنده .. عندما خيّرني بينك وبينها ..
واخترت الإثنين ..؟!
فلم لا أقوم بالفعل نفسه هنا ..؟!
قد أكون سلكت الطريقين ..
وقد تجد قطرات دمي مختبئا ً بين صخوره.. إثر الحروب الضارية التي شاركت فيها .. !
ولا أخفيكِ بأنني سلكت الطريق الآخر .. أيضاً .. ظنّا مني بأنه الطريق الأقوم ..!
ولكنني لم أكن أعلم بأنه علي أن أبيع قلبي من أجل اجتياز ذالك الطريق ...؟!
وفعلا ًقبلت الصفقة المربحة الخاسرة ..!
وانتزع قلبي من بين أضلاعي .. وسالت المشاعر وتساقطت الأحاسيس ..!
ولكن من حسن حظّي أن بقاياه الممزقة .. لازلت متناثرة في روحي ..!
مكثت في ذلك الدرب زمنا ً لا يستهان به ..
رأيت فيه ما يكفيني للرّجوع ...
واستعادة قلبي لأجلس عند المفترق
ولكن
هذه المرة لست وحيداً..!
لا أتعجب من تطابق لغاتنا وتشابه كلماتنا ..!
عند هــــــــــــــذا المفترق ..
تعانقت مشاعرنا .. واختلطت أنفاسنا ..
تعرّف كل منّا على كتابه .. تبادلنا صفحاته..
وتشاركنا معانيه المعتمة والمضيئة ..!
وها نحن نمزق تلك الصفحات المظلمة الواحدة تلو الآخر ..
لتقرأها لي .. وأقرأها لك ..
من حروفها المؤلمة نحاول أن نصنع سلسلة من الكلمات ..
تحمل في معانيها السعادة والأمل في الحياة ..!
عند هذا المفترق ..
تعثرت قدماي .. فتشبثت بيدك لأتجنب السقوط ..!
عند هذا المفترق ..
تذوقنا لذة الفقر .. ورقدنا على الأرض ..
تغطينا لحاف السماء الواسعة..!
نتسامر طوال اللّيل .. نعد نجومه .. نراقب حركة غيومه ..
نفتقد حكايات البدر عن الشوق والفراق ..!
وقد أحضرت زادي من العاطفة والعقلانية والديو..
ما يكفيني لأعيش العمر كلّه فيه ...!
إن ما تحمله هذه البقعة من ذكريات ..
قد عشتها مع رفيقي يمنعني من الرحيل ..!

::

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق